
إن هدفنا من إحياء هذه المناسبة العزيزة أن تكون منطلقاً لإحياء الرسالة المحمدية وإحياء شخصية الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله في وجدان الأمة وفي مشاعرها، وحتى يكون للرسول حضور في واقع الأمة بهديه ونوره وأخلاقه وروحيته العالية، حضورٌ في القلوب، وحضورٌ في النفوس، عزماً وإرادة، حضوره كقدوة وقائدٍ وأسوة، نتأثر به في سلوكنا وأعمالنا ومواقفنا وقراراتنا، نتأثر به ونهتدي به، وبالهدى الذي أتى به من عند الله في واقع حياتنا.
في مرحلة عاصفة لأمتنا يسعى أعداؤها الألداء أن يفصموها وأن يبعدوها عن منابع عزها ومجدها، وأن يكون انتماءها إلى الإسلام ونبيه وقرآنه شكلاً لا مضمون له، وزيفاً لا حقيقة له، وأن يكونوا هم من يتحكمون بالأمة في واقعها السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي، وبطغيانهم وبفسادهم وبإجرامهم وبحقدهم وعداوتهم يؤثرون في واقع الأمة ليس فيما يصلحها، وليس بما هو خير لها، بل يؤثرون في واقع الأمة بما يزيدها فرقة وشتاتاً، وذلةً وهواناً، وجهلاً وتخلفاً، وانحطاطاً ودناءة، وضعفاً وعجزاً، وشقاءً وعناءً، ويستمرون في نهب ثرواتها وسرقة خيراتها، والاستفادة من جغرافيتها، فهم أعداء لا يهمهم مصلحة هذه الأمة.
اقراء المزيد